من هو أشهر رجل مخابرات فى العالم أجمع بلا منازع ؟لو أنك طرحت هذا السؤال على أية شريحة من البشر ، فى أية دولة فى العالم ، لحصلت بسرعة على اول جواب يقفز إلى الأذهان ، وأول اسم يرتبط بالوجدان ، عند الحديث عن عالم المخابرات ..
أية مخابرات ..
فذلك البريطانى ، الذى يحمل رقم 007 ، مع تصريح بالقتل ، ويرتكب كل خطايا ومبوقات الدنيا ، فى سبيل خدمة التاج ، صار منذ
الخمسينات وحتى الان ، أشهر جاسوس تتداول اسمه الألسن وتربح منه السينما الملايين والملايين كل عام ، وهو يواجه أصابع
ذهبية ، وعيون ذهبية ، ومسدسات ذهبية ، دون جرام واحد من الفضة ..
الكل يعرفه ..
ويحفظ اسمه عن ظهر قلب ..
ولكن القليلين فقط من يعرفون اسم مبتكره (ايان فليمنج) ..والأقل جداً .. بل والندرة ، هم من يعلمون أن (فليمنج) نفسه كان جاسوس مدهشاً ، ورجل مخابرات لا يشق له غبار ، ولا تفشل
واحدة من خططه وأفكاره المبتكرة قط ..
و (أيان فليمنج) هذا ولد لأبوين بالغى الثراء ، من أبناء الطبقة الأرستقراطية الأنجليزية ، وقضى الشطر الأكبر من عمره كطالب
مواظب ، انيق الملبس والأسلوب ، إلا أنه اشتهر دائما بالنشاط الزائد ، والأنخراط فى كل الأنشطة الممكنة ، من جماعات الخطابة
إلى الكشافة البحرية ، كما أظهر ميلاً ملحوظاً للمغامرة والمخاطرة ، وخاصة فى فترات المعسكرات الصيفية والرحلات الخلوية ..
لكن كل هذا لم يشفع له فى النجاح أو التفوق إذا وأنه - و على رغم كل هذا النشاط - كان يعانى كسلاً بالغاً كلما تعلق الأمر
بأستذكار دروسه و آداء واجباته ، حتى أنتهى به الأمر إلى الفصل من المدرسة الفخمة ، التى ألحقه بها والده ، بسبب مغامراته التى
تجاوزت كل الحدود المعقولة ..
ولأن والدته كانت أنجليزية عريقة ، من طراز لا يقبل الفشل ، فقد قررت أن تلعب دور الأب والأم معاً ،بعد وفاه زوجها ، وأجبرت
(آيان) على الألتحاق بإحدى الكليات العسكرية ، التى قبلته بين صفوفها ، أحتراماً لذكرى والده ، ولوساطة امه ، الذين يحتلون
كلهم مكانة سياسية رفيعة ..
والتحق (فيلمنج) بالكلية العسكرية البريطانية ، إلا أن هذا كان آخر شئ يناسب طبيعته ، إذا لم يلبث أن عاد إلى عبثه ومغامراته ،
وتورط فى مشكلة عاطفية مع زوجة قائد الكلية ، مما دفع هذا الأخير إلى فصله بلا رجعة ..
وهكذا استقر الحال بالشاب المغامر فى شركة السمسرة والأوراق المالية ، التى تمتلكها أسرته والتى مازالت تحمل لقبها حى أيامنا
هذه ، فى بورصة الأوراق المالية فى لندن ..
كان هذا فى صيف 1939م ، عندما بلغ (فليمنج) 31 من عمره ، وحصل على منصبه الرفيع فى الشركة ..
والعجيب أن (فليمنج) قد حقق نجاحاً مدهشاً ، خلال فترة عمله القصيرة ، ووضع بعض الافكار المبتكرة ، التى ضاعفت الأرباح
مرتين ، قبل أن يمل هذا العمل المكتبى ، ويقدم أستقالته إلى أمه ، التى جن جنونها ، وحاولت منعه من هذا ن واقناعه بالعودة إلى ا
لشركة ، مواصلة خطة زيادة الارباح ، إلا انه فر من لندن كلها ، هربا من مواجهتها ، وراح يقضى بعض الوقت فى منزل تمتلكه ا
لأسرة فى ليفربول ..
والعجيب أن قراره هذا كان مدخله إلى عالم المخابرات ، الذى قدر له أن يضع عليه بصمته ، ويحفر فيه اسمه بحروف من ذهب ..
ففى ليفربول التقى (فيلمنج) بصديق قديم لأسرته ، وهو الدميرال (جون جودفرى) ، الذى كان يشغل - فى تلك الفترة- منصب
رئيس المخابرات البحرية البريطانية ، والذى لفت الشاب انتباهه بنشاطه الجم وذكائه الواضح ، وعقليته المتفتحه الإبداعية الخلاقة ..
ولأن (جودفرى) كان على ثقة - بحكم منصبه وخبراته - فى ان الحرب آتية بلا ريب ، فقد وضع (فليمنج) فى رأسه كما يقولون ،
وراح يدرس تصرفاته وأسلوبه ، طوال فترة وجودهما معاص فى ليفربول ، ثم لم يلبث أن واجهه ذات صباح ، قائلاً :
- (آيان) .... هل تعلم فيم أعمل بالضبط؟!
ا
بتسم الشاب أبتسامة خبيثة ، وهو يجيب :
- لا اعتقد ان هذا يخفى على أحد يا أدميرال .
بدا له (جودفرى) صلباً صارماً ، جامد الوجه والملامح كعادته ، وهو قول :
- هل ترغب فى العمل معى إذن ؟!
أجاب الشاب فى سرعة :
- من يمكن أن يرفض امراً كهذا؟!
وهكذا ، وبتلك البساطة ، صار طالب الكلية العسكرية المفصول ، وسمسارة البورصة السابق ، يحمل رتبة ضابط فى البحرية ..
ولقب رجل مخابرات بريطانى ..
وما أن أندلعت الحرب العالمية الثانية ، حتى تفجرت كل المواهب الخلاقة فى اعمال (آيان فليمنج) ..
وكل الأفكار المجنونة ..
فى البداية ، خُيل للأدميرال (جودفرى) انه قد أساء الاختيار ، ووقع على أرستقراطى مخبول ، لا تتفق افكاره قط مع الواقع
والعقل ..
ولكنه أنتبه فجأة ، إلى أن (فليمنج) هذا رجل مخابرات عبقرى ، وانه ما خلق لعمل إلا لهذا المضمار بالذات ..
فكل أفكار (فليمنج) كانت تصدم سامعيها فى البداية ، ثم لا تلبث أن تجد صدى فى عقولهم ، منها إلى قلوبهم ، وتقفز بعدها لتحتل
مكانة لا مثيل لها ،فى عالم الأبتكار والنجاح ..
ولعل أبرز هذه الأفكار كان الإذاعة الألمانية الموجهة ..
فطوال فترة الحرب ، كان الألمان يستمعون إلى إذاعة ألمانيا ، ناطقة بالعامية ، تنقل إليهم أخبار قادتهم وجبهاتهم ، على نجو يوحى
بان فريقاً من جنرالات الجيش ، المعارضين للنازية هم من يبثها ، من مكان مجهول داخل ألمانيا ، وتهاجم الحلفاء وقادتهم ، إلى حد
الذى وصفت فيه رئيس الوزراء البريطانى ( وينستون تشرشل) بأنه يهودى بدين مصاب بامراض ... ، وأشبه بالخنزير المريض ..
وربما كا هذا الوصف وما يشبهه ، هو السبب فى كل ما تصوره الألمان عن تلك الأذاعة المجهولة ن والسبب فى أرتباطهم بها بشدة
، دون ان يخطر ببال احدهم ، حتى قادتهم انفسهم ، أنها إذاعة بريطانية بحته ، يتم بثها من قلب لندن ، تحت أشراف (فليمنج) نفسه
الذى كان يدس السم فى العسل يومياً ، ويتسلل إلى أعماق الروح المعنوية الألمانية ، لينسفها نسفاً ، من خلال قصص ملفقة عن
قادة ألمان وساستهم ، وعن الجنرال المسرف ، الذى أبتاع لصديقته معطفاً من الفراء ، يكفى ثمنه لإطعام لواء كامل ، ولآخر الذى
ترك المعركة على الجبهة الروسية ، لينعم بالدفء فى البلقان ، تاركاً جنوده يغرقون فى الجليد حتى آذنهم ، وأقدامهم تتجمد فى
البرد .. و... و...
والطريف أن (فليمنج) قد تعرض للمساءلة بسبب وصفه للساسة البريطانيين ، والذى يبدوا بذيئا ًللغاية ، عندما يلقى بالعامية
الألمانية ، إلا أنه دافع عن نفسه بأنه لو لم يفعل هذا لما أستطاع جذب الألمان إلى سماع إذاعته ، أو إقناعهم بكل ما يدسه لهم من
اخبار ..
وانتهى التحقيق بحصول (آيان فليمنج) على مكافأة سخية ، وإطلاق يده فى نسج المزيد والمزيد من تلك الأفكار المجنونة ..
وهذه النقطة الأخيرة بالذات كانت أكبر مكافأة حصل عليها (فليمنج) فى حياته كلها ..
ان تطلق يده فى الأفكار و الأبتكارات ..
مهما بلغ جنونها ..
ومن هذا المنطلق بدأ( فليمنج ) عملية جديدة اطلق عليها اسم (العراف) ...
ولقد اعتمدت هذه العملية على دراسة شخصية (رودلف هيس) نائب (أدولف هتلر ) الذى يبدى اهتماما دائما بعلم الفلك وقراءة
الطالع ثم الاستعانة باثنين من علماء الفلك السويسريين الذين تم تجنيدهم لحساب المخابرات البريطانية لتقديم النصائح وقراءة
الطالع بصورة دائمة للنائب (هيس)
وعلى نحو كان يعده (فليمنج) بنفسه بحيث أصبح (هيس) على اقتناع شديد بأن اللحظة الحاسمة قد حانت وبأنه لو سعى للسلام
فسيصبح أعظم رجال القرن على الأطلاق ...
وكان كل هدف (فليمنج) هو أن يزرع بذرة الشقاق بين (هتلر ) ونائبه بحيث يؤدى هذا الى تفتيت الجبهة النازية وضعف قيادتها
وانهيارها فى النهاية ............
ولكن يبدو ان خطة الشاب كانت بارعة اكثر مما ينبغى ...
فالأمر لم يقتصر على الشقاق فحسب وانما غامر (هيس) بأن استقل طائرته بنفسه ليهبط فى انجلترا ويدعو للسلام ولكن
البريطانيين اسروه هناك وظل فى السجن كمجرم حرب حتى مات فى عام 1989م ....
وفى أواخر 1941م تم نقل(فليمنج) الى محطة المخابرات البريطانية فى(نيويورك) كمحاولة لاقناع (أمريكا(بدخول الحرب ...
ولأن الامريكيين لا يقدمون شيئا بدون مقابل فقد طلبوا من (فليمنج) أثناء وجوده فى (نيويورك) أن يتعاون مع رجلهم (وليام
دونوفان) مستشار الرئيس الامريكى (روزفلت) لوضع بذرة انشاء وكالة استخبارات كانت واة جهاز المخابرات الامريكية
المركزية الحالى ...
ولكن (فليمنج) بكل ما يتمتع به من نشاط وحب دائم للمغامرة لم يكن من الممكن ابدا ان يكتفى بهذا الدور البسيط فى عالم المخابرات
من وجهة نظره لذا فقد نجح فى التسلل الى العالم السفلى فى (نيويورك) وجند عدا من المجرمين واللصوص وخبراء فتح الخزائن
للعمل لحسابه ثم استخدمهم لفتح خزانة معدنية خفية فى مكتب القنصل العام اليابانى ليقوم هو بتصوير كل اوراق رموز الشفرة
السرية داخلها ...
ولقد كانت مفاجأة مذهلة للبريطانيين أن تصلهم هذه الشفرة التى بذلوا جهدا خرافيا فى السابق للحصول عليها دون ان يطلبوا من
(فليمنج) هذا ....
ودون ان يعاونه اى من رجالهم ...
وكالمعتاد تم التحقيق معه لاستعانته بمجرمى ولصوص الشوارع وتعرض للوم والتقريع كالمعتاد ولكنه دافع عن نفسه بأن هؤلاء
القوم لا يشغلون رءوسهم بالسياسة وتعقيداتها ثم انهم تصوروا طوال الوقت انهم جزء من عملية تجسس صناعية وليست
سياسية ...
وكان من العسر ان يعاقب بعد عملية ناجحة كهذه لذا فقد اكتفى رؤساءؤه بتوجيه اللوم اليه واعادته الى لندن ليواصل عمله وافكاره
المجنونة هناك ....
وفور عودته الى الوطن اغلق على نفسه باب مكتبه وراح يعد اكبر فكرة مجنونة فى حياته ...
وبعد اسبوع كامل من الدراسة والتفكير خرج (فليمنج) لرؤسائه بفكرة انشاء الوحدة (30)....
وهذه الوحدة هى فرقة خاصة من الكوماندوز تتبع الخابرات البحرية مباشرة ويتم تدريبها على نحو خاص للغاية بحيث يمكنها القيام
بعمليات مستحلية خلف خطوط العدو ...
وفى ذلك الحين كانت الفكرة عجيبة بالفعل ...
ومجنونة الى اقصى حد ....ولكنها ككل افكاره وجدت صدى خاصا فى نفوس الجميع وخاصة مع دراسة مدى الفائدة الجمة التى
يمكن ان تعود من انشاء وحدة كهذه ..
واخيرا صدر القرار ...
وولدت الوحدة (30)......
وطوال ما تبقى من زمن الحرب قامت الوحدة بعمليات انتحارية مدهشة لا يصدقها عقل خلف خطوط العدو ...
وبالذات فى الجبهة الفرنسية ...
ولعل اهم واخطر عملياتها التى تمت تحت قيادة (فليمنج ) مباشرة كانت عمليات (محطة الرادار)و (الأرشيف البحرى)..
ففى عام 1944م قاد (فليمنج) وحدته القتالية وهبط مهعها خلف خطوط العدو حيث قامت الوحدة بالسيطرة على محطة رادار المانية
كبيرة ظلت ترصد الطائرات البريطانية وتحبط هجومها لفترة طويلة وتم الاستلاء عليها لفترة طويلة وتم الاستيلاء عليها بالكامل
وأسر حاميتها المكونة من 40 ضابطا و 300جندى ونقلت معداتها كلها الى لندن حيث تمت دراستها واعادة تركيبها ...
وقبل ان ياتقط رؤساؤه انفاسهم من انبهارهم بتلك العملية المدهشة التى خسرت الوحدة خلالها فردا واحدا فاجأهم (فليمنج) بعملية
(الأرشيف البحرى ) التى كادت تذهب بعقول الالمان والتى اثارت جنون (هتلر) نفسه ...
فمع معاناتهم من دقة وبراعة المخابرات البحرية الالمانية كان البريطانيون يبذلون جهدا مضنيا لكشف الجواسيس الالمان ودراسة
اساليب تفكيرهم ومحاولة تحليل خططهم ونظمه والعمل على تجنيد بعضهم لقل مايمكن نقله من وثائقهم وسجلاتهم السرية الى
البريطانيين ..
ولان(فليمنج) قد اعتاد التفكير باسلوب مبتكر مختلف خلاق فقد طرح سؤالا بدا بالغ الغرابة فى أول اجتماع عام :
لماذا لا تقوم الوحدة (30) بعملية انتحارية للاستيلاء على قسم الارشيف البحرى الالمانى بالكامل وعلى سجلاته التى تعود الى عام
1870م ؟!
ومع غرابة الفكرة وجنونها احتاج الامر الى اسبوعين كاملين من البحث والفحص والمناقشة والمراجعة قبا ان يوافق الرؤساء على
الخطة ويصدر الامر بتنفيذها بعد ان قرر الخبراء ان الخسائر ستبلغ 40% على الاقل من وحدة الهجوم ..
وعندا اجتمع (فليمنج)بوحدته ابلغهم ان الخسائر ستبلغ 70% ثم طلب منهم قبول او رفض المهمة ووعدهم بعدم سؤالهم عن
الاسباب .
ووافق الجميع فورا ...
وبلا استثناء ..
وبعقليته الخلاقة راح (فليمنج) يضع خطة الاستيلاء على الارشيف ووضع رسما لتوربين بحرى خاص تتم قيادته كالدراجة
البخارية تحت الماء بحيث يمكن لرجاله بواسطته قطع مسافات طويلة تحت سطح البحر دون ان يمكن رصدهم ...
وفى (لندن) جلس (جودفرى) وفريق قادة المخابرات البحرية يحبسون أنفاسهم عندما انطلق (فليمنج) ورجاله لتنفيذ العملية ...
وراح الوقت يمضى ويمضى ويمضى دون ان تصل رسائل تشير الى نجاح او فشل العملية ...
واخيرا وفى الخامسة و سبع دقائق صباحا وصلت رسالة (فليمنج)...
رسالة مختصرة للغاية ..." نجاح تام ..الخسائر تساوى صفرا..."
وكان الخبر مذهلا حتى ان الرجال لم يمكنهم تصديقه حتى عادت الوحدة الى (لندن) بنفسها ..
لقد نجح (فليمنج) ورجاله نجاحا مذهلا واستولوا على كل سجلات البحرية الالمانية دون ان يخسروا رجلا واحدا ..
بل وحتى دون اصابة واحدة ..
وكان هذا اغرب من ان يحدث حتى فى الروايات الخيالية ..
او ربما كان فعلا قدريا مقصودا لتتويج اعمال (فليمنج) لانها كانت اخر عملية لهقبل ان تستسلم المانيا وتضع الحرب اوزارها ..
ومع نهاية الحرب عاد (فليمنج) يشعر بالملل مرة اخرى على الرغم من انه ظل يطرح افكاره المبتكرة ويقوم باعماله الخلاقة فى
كل مكان تبلغه المخابرات البريطانية من شمال (أفريقيا) وحتى غرب (أسبانيا)..
ولكن لكل شئ نهاية ..
لقد استغنت المخابرات عن خدماته أخيرا ومنحته وساما ومكافأة كبيرة مع خطاب شكر يشير الى ما قدمه للوطن فى زمن الحرب ..
وهكذا عاد (فليمنج) الى شركة اسرته ليمارس اعمال السمسرة ويضاعف من ارباحها ..
الا ان هذا ظل بالنسبة اليه سخيفا مملا و مضجرا الى اقصى حد ..
لذا فقد راح يشغل نفسه بكتابة روايا عن الجاسوسية بطولة عميل سرى خاص منحه اسم (جيمس بوند) وراح يغزل حوله
الاساطير التى اقتبسها من خبراته السابقة ومن تاريخ حياة بعض الرجال الذين عرفهم فى حياته ومن خلال عمله ...
وحتى فى هذا فاق (فليمنج) الجميع وصارت الشخصية التى ابتكرها هى اشهر شخصيات عالم الرواية الخيال من اقصى العالم الى
اقصاه وترجمت اعماله الى 16 لغة خلال عشرة اعوام فحسب ..
وفى عام 1964م وقبل ان يبلغ الـ56 من العمر مات (فليمنج) ميتة هادئة فى فراشه تاركا خلفه تاريخا مجيدا لا يعلم عنه العامة
سوى ذلك الجزء المفرط فى الخيال فحسب والذى استحق بسببه ان يحظى بلقب استحق كل حرف منه عن جدارة ...
لقب صانع الجواسيس ....