حاسب نفــــسك

حاسب نفسك
ما من عمل هام إلا وله حساب يضبط دخله وخرجه وربحه وخسارته ,إلا حياة الإنسان , فهي وحدها التي تسير على نحو مبهم لا يدرى فيه ارتفاع ولا انخفاض .
هل يفكر أكثرنا أو اقلنا في إمساك دفتر يسجل فيه ما يفعل ومل يترك من حسن وسوء ؟ ويعرف منه بين الحين والحين رصيده من الخير والشر ؟ وحظوظه من الربح والخسارة ؟

لو أننا نخبط في الدنيا خبط عشواء , ونتصرف على ما يحلو لنا دون معقب أو حسيب لجاز على تفريط وحمق أن نبعثر حياتنا كما يبعثر السفيه ماله وأن نذهل عن الماضي وما ضم من تجارب وأن نتقحم المستقبل غير متهيبين خطأ أو خطيئة .فكيف ولله حفظة يدونون مثقال الذرة , ويعدون لنا قوائم بحساب طويل

أما يتبغي أن نكون على بصيرة بمقدار ما نفعل من خطأ وصواب ؟.الحق أن هذا الانطلاق في اعماء الحياة دون اكتراث بما كان ويكون أو الاكتفاء بنظرة خاطفة لبعض الأعمال البارزة أو الأعراض المخوفة الحق أن ذلك نذير شؤم.

وعلماء التربية منفقون على ضرورة محاسبة المرء لنفسه تمشيا مع طبيعة الإسلام وإنفاذا لقوله (ص) "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم." وقوله :" الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت , والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله."

ويرى بن المقفع أن يسجل الإنسان ما يصدر منه عاجلا الصفحة اليمنى للحسنات والأخرى للسيئات , وإن كان دانيل كارنيجي يذهب إلى تدوين السيئات فحسب على أساس أن المرء يعنيه تلاقي اخطائه , والنجاة مستقبلا مما وقع فيه آنفا .

من كتاب جدد حياتك لمحمد الغزالي