الشيخوخة ظاهرة طبيعية أم مرضية ؟لطالما حلم الانسان بإيجاد وسيلة لاطالة عمره ولما كان العمر المتوقع للفرد , في معظم المجتمعات العالم في ازدياد , اصبح حلم الانسان أن يكون عمره الجديد شبابا دائما .........فيزبولوجية الشيخوخة :يعتقد الكثير من الباحثين أن شيخوخة الجسم البشري تبدأ مباشرة بعد توقف النمو في أواخر فترة
المراهقة ولكن ذلك لا يضهر سريريا على الافراد إذا استثنينا ضاهرة توقف النمو نفسها - الا بعد بدء سن
الضهى أي سن اليأس في الاعمار المتقدمة .
إذن المرحلة الاولى من الشيخوخة الجسدية تظهر بعد توقف النمو بسبب التناقص التدريجي لهرمون
النمو Grouth Hormone حيث وجد أن مستوى هذا الهرمون يتناقص بشكل كبير خبعد سن العشرين .
ويستمر هذا التناقص الى أن ينعدم الافراز نهائيا .
لا يعاني الافراد الطبيعيون من أي اعراض سريرية بسبب هذا التناقص لان هناك هرمونات اخرى تحاول
التعويض عن ذلك وهي هرمونات الجنس الأندروجين عند الرجل والإسترجين عند المرأة الذي يزداد افرازها
بشكل كبير عند البلوغ ويبقى مستواها ثابتا بالجسم الى أن تبدأ بالتناقص في العقد الرابع أو الخامس
من العمر ومتى توقف الجسم عن افرازها ظهر سن اليأس سريريا لا سيما عند النساء وكيمائيا عند
الرجال .
كذلك الامر في كثير من الهرمونات الجسم التي يتغير مستواها مع تقدم العمر فمثلا هناك بعض الافراد
الذين يعانون من نقص ضئيل في هرمون الدرق أو ازدياد كبير في هرمون الانسولين مسببا ضاهرة مقاومة
الخلايا الجسدية لهرمون الانسولين وما ينجم عنها من ضهور داء السكري الكهلي عند الشيوخ .
ماذا يحدث؟:ربطت معظم التغيرات الحادثة مع شيخوخة الجسد بنقص هرمون النمو التدريجي لان هرمون النمو هو
هرمون بناء على حين أن عملية الشيخوخة هي عملية هدم يحدث فيها توازن بروتين سلبي ناجم عن
نقص قدرة الجسم على صنع البروتينات المختلفة المؤدية الى بناء خلايا الجسم المختلفة وتجددها
وبرهان ذلك ظهور تجاعيد الجلد ونقص القدرة على التآم الجروح وشفائها وكذلك يحدث نقص في الخلايا
العضمية مسببا ما يحدث تخلخل العضام Osteoporosis مما يسبب نقص الكثافة العضمية في الجسم
ويظهر ذلك بكثرة حدوث الكسور في الكهولة وصعوبة شفائها وترممها وحدوث تقوصات في العمود الفقري
مسببة انحناء الضهر وتناقص الطول .
وفي الوقت نفسه تنقص كتلة العضلات الجسم فيضهر ذلك سريريا بتناقص القدرة على ممارسة الرياضة
والعاب القوى , وتنكس المفاصل المختلفة فتتضاءل مرونتها وحركتها ويزيد ايلامها .
أما على مستوى النسيج الشحمي في الجسم فيحدث ازدياد في كتلة الشحم الكلية ويضهر ذلك في
ازدياد الوزن مع تقدم العمر وحصول البدانة لا سيما عند النساء -إضافة الى حدوث تغيرات سلبية في
شحوم الدم مما يسبب زيادة حدوث أمراض القلب الاكليلية وجلطاته مع تقدم العمر بالاضافة الى ضعف
عضلة القلب .
وعلى مستوى سكر الدم تزداد ضاهرة مقاومة خلايا الجسم لهرمون الانسولين مما يرفع مستواه في
الدم مسببا زيادة التأهب للداء السكري , وكذلك تنقص نوعية النوم , ويحدث تعكر مستمر في المزاج
ونقص بالاستمتاع بالحياة .
وعلى مستوى الجهاز المناعي يحدث نقص في وضيفة الكريات البيض المدافعة عن الجسم فيزداد حدوث
الاخماج ويواكب هذه التغيرات الجسدية تغيرات ناجمة عن نقص هرمونات الجنس فينشأ النقص في
الرغبة الجنسية والفعالية الجنسية وتوقف الدورة الشهرية عند النساء .
عكس الشيخوخة :لقد لوحظ أن الكثير من التغيرات الجسدية الحاصلة في الشيخوخة تماثل تلك الحاصلة للأطفال و
المراهقين المصابين بعوز هرمون النمو أو بضاهرة الشيخوخة المبكرة , أو عند البالغين الذين يستمر
لديهم عوز هرمون النمو في الكهولة ولوحظ ايضا أن الكثير من هذه التبدلات يمكن عكسها باستخدام
هرمون النمو وهذا غير النظرة التقليدية الى مرحلة الشيخوخة من كونها ضاهرة طبيعية الى اعتبارها
ضاهرة مرضية يمكن عكسها .
الهرمون المحفز :تبين أن هذا الهرمون الذي تفرزه الغدة النخامية Pituitary Gland في الدماغ يقع تحت تأثير هرمون محفز
يدعى الهرمون المفرز لهرمون النمو GHRH وهو هرمون يفرز من منطقة تحت المهاد في الدماغ ويقع
بدوره تحت تأثير مواد بروتنية بسيطة تفرزها بعض النوى القاعدية في الدماغ وتم اكتشافها حديثا ويعتقد
أنها الامر الاول لافراز هرمون النمو .
وقد اتطاع العلماء تركيب الهرمون المفرز لهرمون النمو معمليا وسمحت هيئة الدواء والغداء الامريكية
باستخدامه في بعض حالات عوز هرمون النمو .