مشكلة السواء والمرض عند الطفل

ترى أنا فرويد ان التطبيقات الوصفية لا تساعد على دراسة الطفل وعليه فإنه من الضروري تبني وجهة

النظر الدينامية لذلك فنفس الفئة الوصفية المرضية يمكن ان تخفي بنى مرضية متفاوتة واحدة عن

الاخرى كما ان الفئات الوصفية المرضية في الطب العقلي التقليدي لا تاخد بعين الاعتبار مرحلة النمو

التي وصل اليها الطفل . فبينما تكون مستقرة عند الراشد فهي متحركة ومرنة عند الطفل تتحول من

حالة الى اخرى حتى المعاناة والالام لا يمكن ان تشكل محكا تستند عليه للحكم على درجة مرض معين

لدى الطفل لانه قد يستجيب بشكل حاد لوضعيات قد تكون عابرة ولكي يتمكن الاخصائي في الحكم

على حالة الطفل لا بد له ان ينطلق من قدرة هذا الاخير على التقدم والنضج ونمو شخصيته في جميع

جوانبها وتكيفه مع الوسط الاجتماعي حيث هو مدعوا لاطالما هذه العملية سوية فإن كل الاعراض التي

تبدو عليه في لحظة واخرى يمكن اعتبارها عابرة اما اذا توقفت عملية النمو والتقدم عندئد يمكن ان تاخد

هذه الاعراض بعين الاعتبار .ان عدم صلاحية المنطلق الوصفي المرضي في حالة الاطفال طرح بعده

مسالة محكات السواء والمرض .

هناك العديد من الاخصائييين الذين يشاطرون وجهة انا فرويد في ضرورة التجاوز النظرة الوصفية المرضية

وفي هذا السياق يمكن ذكر اجوريا قيرا الذي قال انه اذا كانت مسالة السواء والمرض عسيرة الحسم

عند الراشد فانها اكثر تعقيدا عند الطفل لانه كائن ينمو بالتالي فهو في حالة تغير دائم في تنظيم بناء

الاعراض واختفاءها .المهم في الامر ليس الاعراض واختفاءها انما هي بنية الشخصية التي تعد محك

للتشخيص والتنبؤ .هناك العديد من العوامل المولدة للإضطراب الطفل لكن لكن لا يعني هذا بالضرورة انها

تؤدي الى عصاب او ذهان كما ان بعض حالات العصاب قد تتغير ويصحح مسارها خلال عملية النمو بشكل

تلقائي او بفضل تغير ملائم للضروف فكل مرحلة من مراحل النضج تحمل امكانية صراع محتمل لكنها

تتظمن في نفس الوقت امكانية تجاوزه او تجاوز صراعات سابقة بالتالي من عسير القول اذا كان الصراع

السوي او المرضي اذا لم يدرج ظمن اطار مرحلة نمو واحدة ترتيبا على هذا فانه لا يمكن التمييز بين

الصراع العابر والصراع المرضي الا من خلال تاريخ الطفل والنمط العام للوجود فالعرض منهذا المنظور هو

تلك الحالة التي يعجز فيها الطفل عن رد صراعاته والتكيف مع العالم الخارجي على اساس مطالبة

وحاجاته الشخصية .

شددت انا فرويد على الفكرة التي مفادها ان الصراع ملازم للنمو الا انها لا تعتبره ذو طبيعة عصابية .بمان

الصراع العصابي يفترض تبطنا كاملا للقوى الحاضرة وتميز بين الصراع الخارجي الذي يقع بين نزوات

الطفل ومتطلباته الخارجية من جهة والصراع المبطن من جهة ثانية اي بين الانا والانا الاعلى الذي هو

نتاج تبطن الممنوعات التي كانت تتبع من الخارج في بادئ الامر من جهة اخرى فالصراع الداخلي الذي

يقع بين الهو والانا الاعلى على صلة التثقيلات النزوية غير ملتحمة بشكل كاف او غير متلائمة مع

التجاذب الوجداني (حب .كره . نشاط .فتور ...الخ ) وذلك دون مشاركة المتطلبات الخارجية .

يذهب دياكتين وهو اشهر اطباء العقليين الاطفال في نفس السياق فيقول : " انما يهم هو التنظيم

المرضي او السوي للشخصية بتالي ليس بالامكان الحكم انطلاقا من عرض منعزل مهما كانت حدته

والقول ان الصراع مرضي او سوي ينبغي للاخصائي ازاء اي عرض ان يتساءل عن اثره في التنظيم العام

للنفسية الطفل واهم مسالة هنا هو وجود ميكانزمات الدفاع ويلخص دياكتين الى ان الصحة يمكن ان

تحدد بالنظر الى مرونة الاستثمارات وتفريغ ميكانزمات الدفاع ومعكوسية التنظيمات النفسية اذا يقول

ينبغي على الطبيب العقلي ان يقدر كمية حركية الاستثمارات وقدرة الطفل على التمتع بالنشاط

الوضيفي للعمليات العقلية وامكانية القيام باعمال جديدة و نقل على الاشخاص عبر الآباء الرغابات

الاوديبية وكذاذوق الطفل فيما يتعلق بالمحكات وشدة الرغبة في المعرفة .اعتبر سيقموند فرويد العصاب

الطفولي انه ظرف لا مفر منه وتقول ميلاني كلاين : ان كل طفل يعيش صعوبات عصابية لكن ليس من

المشكل الجوهري معرفة ما اذا كان الطفل يعاني من عصاب بل التعرف على الاعصبة الخطيرة .ان

احسن محك للطبع المرضي للطفل ما يبقى تثبيط للنزوات المعرفية كذلك كبت الحياة الخيالية (عدم لعب

الطفل ) الدي يفصح عنه في الكف عن اللعب .

bounce

محاضرات علم النفس المرضي للطفل لاقسام علم النفس العيادي

» الطفل والتلفاز
» الطفل والمسمار !
» الطفل... وتكدر الجو الأسري
» مشكلة زوجة "ديكسون" السلوكية وراء اختراع ضمادات الجروح