تبسم ...تبسم ....
كان انس بن مالك يمشي مع النبي (ص) والنبي (ص) عليه برد بحراني غليظ الحاشية فلحقهما اعرابي
اقبل هذا الاعرابي يجري وراء النبي (ص) يريد ان يلحق به حتى اذا اقترب منه حبذه برداءه حبذة شديدة
فتحرك الرذاء بعنف على رقبة النبي (ص) قال انس : حتى نظرت الى صفحة عاتق الرسول (ص) قد
اثرت بها حاشية البرد من شدة حبذته فلماذا يريد هذا الرجل ؟ لعل بيته يحترق واقبل يريد معونة أو ا
احاطت بهم غارة من المشركين فاقبل فزعا يريد نصره .
اسمع ماذا يريد قال يا محمد - لاحظ لم يقل : يا رسول الله قال يامحمد مر لي من مال الله الذي عندك
فالتفت رسول الله (ص) ثم ضحك ثم امر له بعطاء نعم كان رسول الله (ص) لا تستفزه مثل هذه
التصرفات ولا يعاقب ولا تثور اعصابه على التفاهات كان واسع البطان قويا يضبط اعصابه دائم الابتسامة
حتى في احلك الضروف يفكر في عواقب الامور قبل ان بفعلها وماذا يفيد لو انه صرخ بالرجل أو طرده .
هل سيشفى جرح عنقه أو يصلح ادب الرجل كلا ليس مثل الصبر والتحمل نعم بعض الامور نثور لها
ونغضب وعلاجها شيئ ىخر تماما نعالجها بالرفق واللين والتبسم والاحسان الضن وضم الغيظ وكسب
الناس .
وصدق رسول الله (ص) لما قال : ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد من يملك نفسه عند الغضب . "
كان النبي صلى الله عليه وسلم يجذب الناس بالتبسم والبشاشة .
خرجوا الى غزوة خيبر وفي اثناء القتال وقع من حصن اليهود جراب فيه شحم قربة كاملة مملوءة سمنا -
التقطه عبد الله بن مغفل رضي الله عنه على عاتقه فرحا ومضى به الى رحلة واصحابه فلقيه الرجل
المسؤول عن جميع الغنائم وترتيبها فجذب الجراب اليه وقال : هات هذا نقتسمه بين المسلمين فتعلق
به عبد الله لا والله لا اعطيكه انا اصبته قال بلى وجعلا يتجاذبا الجراب فمر بهما رسول الله (ص) فرآهما
وهما يتجاذبان الجراب فتبسم (ص) ضاحكا ثم قال لصاحب المغانم : " لا ابا لك خل بيته وبينه " فتركه
الرجل في يد عبد الله فانطلق به عبد الله الى رحلة واصحابه فاكلوه اخيرا
تبسمك في وجه اخيك صدقة