المرء بأصغريه....

المرء بأصغريه
Like a Star @ heaven

حكي عن المأمون أنه قال ليحي بن أكثم يوما: سر بنا نتفرج,

فسارا, فبينما هما في الطريق و إذا بمقصبة خرج منها رجل بقصبة للمأمون يتظلم له, فنفرت دابته,

فألقته على الأرض صريعا, فأمر بضرب عنق ذلك الرجل,

فقال: يا أمير المؤمنين,

إن المضطر يرتكب الصعب من الأمور و هو عالم به,

و يتجاوز حد الأدب و هو كاره لتجاوزه,

و لو أحسنت الايام مطالبتي لأحسنت مطالبتك,

و لأنت عليّ ما لم تفعل أقدر مني على رد ما قد فعلت

فبكي المأمون وقال: بالله أعد على ما قلت, فأعاده

فإلتفت المأمون الى يحي بن أكثم

و قال:

أما تنظر الى مخاطبة هذا الرجل بأصغريه؟

و النبي صلى الله عليه و سلم يقول: المرء بأصغريه قلبه و لسانه

والله لا وقفت لك إلا و أنا قائم على قدمي, فوقف و أمر له بصلة جزيلة و إعتذر اليه,

فبما هم المأمون بالانصراف قال الرجل يا أمير المؤمنين: بيتان حضراني, ثم أنشد يقول:

ما جاد بالوفر إلا و هو معتذر

و لا عفا قط إلا و هو مقتدر

و كلما قصدوه زاد نائله

كالنار يؤخذ منها و هي تستعر