سيكولوجية الذاكرة (التذكر والنسيان)1- أهمية الذاكرة :إن الذاكرة من العمليات التي نحن في حاجة اليها في كل العمليات العقلية الاخرى , فالإدراك والتعلم والتفكير وحل المشكلات وحتى الأعمال اليدوية كدق المسامير أو التخاطب بين الناس , كل ذلك يستلزم القدرة على تخزين المعلومات واسترجاعها .
2- طبيعة الذاكرة :وكل أجهزة الذاكرة حتى تلك التي تستعمل في الحاسبات الآلية ولدى الناس والحيوانات تستلزم جهازا للتخزين , وأجهزة الذاكرة تحتاج ايضا لوسائل إدخال المعلومات ثم اخراجها من التخزين , ويعتقد علماء النفس أن العمليات الثلاثة وهي وضع الشفرة (الترميز) والتخزين والإستعادة ضرورية لكل أجهزة الذاكرة .
ووضع الشفرة هي العملية اللازمة لإعادة المعلومة لتخزين , ويتظمن التشفير ربط المادة بالخبرات السابقة (بطاقة أو صورة أو كلمات أو افكار ....الخ ) وحينما تشفر خبرة ما فإنها تخزن لمدة من الزمن تطول أو تقصر , وعملية الخزن تتم بصورة غير واعية , ومن وقت لآخر يقوم الفرد بإسترجاع تلك المعلومات .
3- مراحل التذكر وخطواته :1- الترميز أو التسجيل .
2- التخزين أو الإحتفاظ
3- الإسترجاع أو الإستدعاء.
4- العوامل التي تؤثر في الذاكرة :1-وضع المادة بالنسبة لسائر الموضوع:عند محاولة استرجاع قائمة من مواد معينه سبق حفظها سيجد الشخص أن المادتين الأولى والأخيرة أسهل حفظاً واسترجاعا في حين أن وسط المادة أكثر قابلية للنسيان . ويفسر ذلك بان الأجزاء الأولى يتوفر فيها عامل الحداثة والجدة في الموقف وان الأجزاء الأخيرة هي أخر ما وصل ذاكرة الفرد.
2-تكرار الذاكرة وقوتها: من المألوف ان يقر القائل انه في حالة الاستظهار فان تكرار واحد يولد انطباعا على الدماغ بقدر ما تولد مرات عدة من التكرار. وقد تبين انه ضمن حدود معينة لا يضيف كل تكرار جديد الكمية نفسها من قوة الانطباع في المخ . عموما فان التكرار والإعادة يساعدان في نقل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى الى الذاكرة طويلة المدى .
3-طول السلسلة المراد حفظها وسهولة الحفظ: كلما كانت السلسلة المتعلمة أطول من سعة الذاكرة فان الزيادة في التكرار تؤدي الى سهولة الحفظ وخفض التدخل الذي يزيد من النسيان.
4-نوع المادة : بعض المواد المتعلمة أصعب حفظا من بعضها الآخر ، فاشعر مادة أسهل حفظها من النثر و النثر أسهل حفظ من قائمة تحتوي على كلمات لا صلة بينها وهذا أسهل من حفظ مقاطع عديمة المعنى (الكلمات التي لا معنى لها في اللغة العربية مثل :لاس، قوك).
5-عمر المتعلم :في أي عمر تبلغ القدرة ذروتها ليصبح معها التعلم صعبا ، ومتى تبدأ بالهبوط؟ لا يوجد جواب محدد عن هذه المثيرات الداخلة ، ولاختلاف الناس في سرعة النمو والتطور والهبوط .ولكن الدراسات أثبتت ان التعلم المستمر والتثقيف يساعدان على الاحتفاظ بالقدرات العقلية بنشاطها و حيويتها المعهود.
5- طرق قياس التذكر:هناك ثلاث طرق اساسية لقياس التذكر هي :
* مقدار التوفي أو اعادة التعلم
* الإستدعاء
* التعرف
6- مستويات التذكر أو نموذج الذاكرة :- المستوى الحسي او الفوري: المعلومات التي تتلقاها أعضاء الحس تحفظ بسهولة في أجهزة التخزين ويحفظ البعض منها في الحواس ولمدة وجيزة ثم تختفي في اقل من ثانية وهذه هي الذاكرة الحسية
-المستوى قصير المدى :بما ان الذاكرة الحسية ليست مركزا للوعي فإنه ينبغي تمرير المعلومات الى ذاكرة قصيرة المدى للوعي بها ويستقبل مخزن التذكر قصير المدى كميات محدودة من المعلومات لفترة مؤقتة تصل الى 15 ثانية
- المستوى طويل المدى : ويقوم بحفظ المعلومات لمدة طويلة من دقائق الى ساعات وأيام وأسابيع وشهور وسنوات فالمعلومات المدخلة تمر بالمستوى الحسي بعضها يتلاشى وبعضها الآخر يمر الى مستوى قصير المدى فيتلاشى بعضها ويمر بعضها الى المستوى طويل المدى ومعنى هذا أنه هناك استعمال قصير المدى وآخر طويل المدى ويرى علماء النفس أن قدرة مستوى طويل المدى على تخزين المعلومات لا حدود لها ومن الامثلة على هذا المستوى تذكر اسمك واسم اخوتك واللغة الأولى وطعم المأكولات ....الخ ويمر هذا المستوى بالمراحل الثلاثة للتذكر