سيكولوجية الذكاء
أولا مفهوم الذكاء:
يشبر مفهوم الذكاء الى القدرات العقلية التي تمكن الاشخاص من التعلم وتذكر المعلومات واستخدامها بطريقة ملائمة والتوصل الى استبصارات وحلول ملائمة للمشكلات المختلفة .واكتساب اللغة واستخدامها , واصدار احكام دقيقة واكتشاف اوجه الشبه والاختلاف بين موضوعات الخبرة الحسية أو الفكرية وإستخدام الفكر التجريدي والمفاهيم العامة والاستدلال .
كما ان مفهوم الذكاء يتظمن نوعا من الحكم على درجة الاتقان في استخدام العقل أو العمليات المعرفية في تحقيق انواع التوافق الشخصي والاجتماعي والتكيف مع البيئة المادية وتطويع هذه البيئة حيث تصبح اكثر ملائمة مع الانسان .
ثانيا تعريف الذكاء:
يشبر مصطلح الذكاء كما يستخدمه علماء النفس الى مفهوم يصف الفروق الفردية في السلوك العقلي المعرفي للانسان وهولا يتمثل في شيئ خارجي أو خصائص مادية لها موضع معين في الجسم ولهذا اقترح بعض السيكولوجيين التخفي عن استخدام كلمة الذكاء واستخدام بدلا منها السلوك الذكي الا ان هذا لا يحل المشكلة لان علينا عندئد معرفة معنى السلوك الذكي .
وقد حاول بعض العلماء تصنيف تعريفات الذكاء الى ثلاث مستويات اساسية .
المستوى الاول : يتمثل في الوصف اللفظي لمظاهر السلوك الذكي مثل تعريف الذكاء بأنه :
-القدرة على حل المشكلات.
-التعامل بكفاءة مع الواقع .
- التعامل مع الرموز المجردة .....الخ
المستوى الثاني :يتمثل في التعريف الاجرائي ويشير الى اسلوب محدد لقياس المفهوم موضع الاهتمام أو هو ربط المصطلح بالاجراءات المتبعة لقياسه أو ملاحظته وبمجرد تحديد العمليات الضرورية لانتاج وقياس المفهوم وتكوين مقاس له .يقال انه ثم تعريفه اجرائيا عن طريق تحديد اجراءات قياسه التي تمكن الآخرين من قياس هذا المفهوم بنفس الاسلوب .
المستوى الثالث : يتمثل في الاطر النظرية وهو من ارقى المستويات واكثرها تحديدا واقربها لطبيعة النشاط العلمي فالباحث في هذا المستوى يفترض على سبيل الميثال التنبؤ "نظرية " يتصل بطبيعة المفهوم كأن يفترض تصورا معينا للقدرات المعرفية المعرفية التي ترتبط بحل المشكلات وبانواع اخرى من السلوك المعرفي ثم يقوم بالاجراءات العلمية التالية :
-التحقق من فروض النظرية .
- ابتكار ادوات ملائمة لقياس المفاهيم المتظمنة في النظرية .
- امكانية التدخل لتغيير السلوك أو رصد التغيير الذي يحدث في السلوك بطريقة كمية .
ثالثا: نظريات الذكاء
1- نظرية العاملين (الذكاء العام والذكاء النوعي )
افترض تشارلز سبيرمان 1863 1945 أن الذكاء الانساني يتظمن قدرتين الاولى عامة وتتمثل في القدرة على استخلاص العلاقات والمتعلقات وتظهر في كل اوجه النشاط العقلي للفرد والقدرة الثانية نوعية وهي المسؤولة عن عدم تساوي درجات الواحد من اختبار لآخر لانه يمثل قدرات نوعية لحل مختلف المشكلات
2- نظرية العوامل المتعددة
وجهلويس ليبون تريستون 1887-1955 مهندس في الكهرباء الامريكي الذي تخصص في علم النفس بعد ذلك وجه النقد الى نظرية العاملين وخاصة العامل العام وافترض من خلال نموذجه للعوامل المتعددة أن الذكاء لا يتظمن عاملين هنا , عامل عام وعامل خاص بل يتظمن عدة عوامل كلها في درجة واحدة من التعمم والتخصص واستخلص من بحوثه العاملية بمعية زوجته سبعة عوامل اطلق عليها اسم القدرات العقلية الاولية وهي ما يلي الفهم اللفظي - الطلاقة الكلامية - القدرة العددية - القدرة المكانية - الذاكرة - الادراك - الايتدلال
3- نظرية البناء الشامل للعقل :
صاحب هذع النظريو هو جون بول جلفرود 1897-1900 الذي بدأ بحثه في القدرات العقلية سنة 1950 الى غاية 1971 بجامعة كاليفورنيا الجنوبية ويعد من اكثر الباحثين نشاطا وطموحا حيث استطاع من خلال ابحاثه ان يبني نظرية شاملة للنشاط العقلي واتخذ في نموذجه منطلقا قائما على التصنيف الثلاثي للقدرات العقلية على الاساس التالي:
- العمليات :أو كيف يعمل العقل ؟
- المحتويات: فيما يعمل العقل ؟
- النواتج : ماذا يتنج النشاط العقلي ؟
رابعا قياس الذكاء:
مرت عملية قياس الذكاء بعدة محاولات نستعرضها كما يلي :
المبادرات الاولى لقياس الذكاء :كانت المحاولات الاولى المبكرة لقياس الذكاء تلك التي قام بها كل من فرنسيس جالتون 1822-1911 الفرنسي الاصل والامريكي جيمس ماك كاتل وكان الاهتمام نحو دراسة الفروق الفردية وقررا ان القدرات العقلية والادراكية مرتبطان ارتباطا وثيقا .
مقياس بينيه: هو الفريد بينيه علم النفس الفرنسي 1857--1911 بمعية زميله ثيودور سيمون 1873-1961 فعندما لاحظ رجال التربية والتعليم في فرنسا ان هناك اطفالا لا يستطعون اللحاق بزملائهم في التحصيل الدراسي حيث قاما بانجاز هذا المقياس بتطبيق سلسلة من الاختبارات على مجموعة من اطفال المدارس من مختلف الاعمار التي امتدت من 03 الى 13 سنة وكانت اسئلة المقياس من المعلومات العامة التي يمكن ان يكتسبها اي طفل
مقياس لويس ترمان : امريكي الاصل 1877-1956 حيث قام بترجمة مقياس بنيه وسيمون الى الانجليزية واجراء نعديلات عليه فصار يمتد من 02 سنة الى 14 سنة ووضع لكل عمر ست اسئلة بدلا من خمسة .
مقياس ديفيد وكسلر: وكان في 1896-1981 من اهم مقاييس الذكاء بعد مقياس ستانفورد بينيه وقد صمم لقياس ذكاء الراشدين الذي لا يقيسه مقياس بينيه وتم نشر هذا المقياس في امريكا 1939 وتم تعريبه في مصر 1956 والمغرب عام 1977 ويتكون من مجموعتين من المقاييس الفرعية الاولى لفظية وتتظمن ست اختبارات وهي المفردات -المعلومات العامة - المتشابهات - الفهم العام - اعادة الارقام - الاستدلال الحسابي والثانية عملية وتتظمن خمسة اختبارات هي ترتيب الصور -تكميل الصور -رسوم المكعبات - نجميع الاشياء -رموز الارقام و يعتبر كل من مقياس ستانفورد بينيه ومقياس وكسلر مقاييس فردية بينما هناك مقاييس اخرى كثيرة لذكر جماعية مثل مقياس القدرات العقلية الاولية لترسثون ومقياس اوتيس للقدرة العقلية العامة .