الطفل... وتكدر الجو الأسري

الطفل وتكدر الجو الأسري

أسر عديدة لا تنعم بالسكينة , بل تعيش في جو مكهرب , يغيب فيه الهدوء والإحساس بالإطمئنان وتكثر فيه المشاكل والصراعات بين الافراد.
السؤال الذي يتبادر الى ذهن القارئ ماذا عساه يفعل مثل هذا التكدر ؟
إن تواجد الطفل في جو اسري متوتر يؤثر لا محالة فيه .
كيف يعرف مثل هذا الطفل أحاسيس الراحة إن انعدمت فيه نفوس كبار يعيش معهم وبينهم؟ كيف ينمو نموا سويا إن افتقدت فيه مشاعر الأمن ؟
وماذا عساه يرى ويسمع في جو متوتر غير مشاهد الخوف والذعر والبكاء والصراخ ..
مشاهد مؤلمة يراها الطفل فتنطبع انطباعات عنيفة مؤلمة في نفسه وفي ذاكرته , ولا نستغرب إن لاحظنا بعد ذلك تأثيرات هذا الجو المضطرب .
تأثيرات الجو المضطرب
هذه التأثيرات تبدو بصفة جلية على الطفل فالطفل الذي يعيش في جو مضطرب فإن سلوكاته تضطرب لا محالة فنجده على سبيل الميثال يكثر من تقليد ما يرى ويسمع , ويعيد الألفاظ التي تبلغ سمعه يقلد -بحكم محاكاته للآخرين - الحركات التي يراها يشتم , يسب , يضرب , يأخد كل ما يريده بقوة وقد يتصرف تصرفا مخالفا تماما بحيث يتملكه الذعر ويحدث فيه مفعول القوة المشلة للحركات .
والطفل إن خرج من المنزل لا يتغير كثيرا فإما أن يقلد كما يفعل في البيت , والصراع ..وإما انه يبقى صامتا لا يبدي حركات من شدة الخوف الذي تملكه وقبل كل حركاته ويكون في هذه الحالة عرضة للضرب من طرف اطفال آخرين .
وهذه التاثيرات السلبية لا تظهر في سلوكات الطفل فقط ...بل إنما تأثيرات تؤكد أن صحة الطفل النفسية معتلة , فلا شك أن الطفل الذي يعيش في جو مضطرب يتردد للعيادات النفسية ويكون عرضة للعقد و ضعف الشخصية يخاف من كل شيئ ومن الجميع .
نجده ايضا يعاني من اضطربات عدة تظهر إما في شكل اعتلال في الصحة , اضطربات في النوم , قلق , توتر دائم ...أو على شكل اضطربات انفعالية تترجم في اغراض تلاحظ كالتبول الإرادي, الاحلام المزعجة , اضطربات الكلام ,الحساسية , .......الخ .
واخيرا الجو الأسري السليم هو كالهواء النفسي الضروري للطفل يحميه من العقد والمعاناة النفسية والجو الأسري السليم يعني بيئة ملائمة لتربية طفل سوي ناجح نافع لنفسه وللآخرين .
و